الأرجنتينيون يضحون بالمال والراحة من أجل تحقيق حلم حضور كأس العالم في قطر
2025-08-26 03:11:11
في مشهد يعكس الشغف الأرجنتيني غير المحدود بكرة القدم، يسعى عشرات الآلاف من المشجعين إلى بذل كل ما في وسعهم للسفر إلى قطر لحضور كأس العالم 2022، رغم التحديات الاقتصادية الصعبة التي تواجهها البلاد. ومن بين هؤلاء إميليانو ماترانغولو (39 عاماً)، خريج إدارة الأعمال من بوينس آيرس، الذي ضحى بمدخرات سنوات طويلة من أجل متابعة منتخب بلاده والنجم ليونيل ميسي في ما قد تكون آخر مشاركة له في المونديال.
قال ماترانغولو لوكالة رويترز: “لقد استغرق الأمر 4 سنوات من الادخار والتوفير الشهري لتحقيق هذا الحلم، حتى لو كان الثمن التخلي عن شراء سيارة أو منزل”. وأضاف: “الكثيرون يعتبرون هذا قراراً غير منطقي، لكن بالنسبة لي، كأس العالم تستحق كل هذا وأكثر. قد يكون امتلاك منزل حلماً جميلاً، لكنني أختار أن أعيش لحظة تاريخية مع منتخبي”.
التضحية في زمن الأزمات
تعاني الأرجنتين من أزمة اقتصادية حادة، حيث يتجاوز معدل التضخم 100% هذا العام، وتفرض الحكومة قيوداً صارمة على العملة الأجنبية، مما يجعل السفر إلى الخارج أكثر تكلفة. ومع ذلك، يصر العديد من المشجعين على تحمل هذه التكاليف الباهظة من أجل دعم “الأسودي الأزرق”.
جوناثان لونا (32 عاماً)، وهو عامل حر، قال: “نعيش في ظل أزمة اقتصادية قاسية، حيث ترتفع الأسعار كل شهر. لكن في إحدى الليالي، قررت أن أذهب إلى كأس العالم لأن حبي للمنتخب الوطني يفوق كل شيء”. وأضاف: “أعلم أنني عندما أعود، سأكون قد أنفقت مالاً كان يمكن أن يغير حياتي، لكن الذكريات التي سأحصل عليها لا تقدر بثمن”.
حلم الفوز بالكأس للمرة الثالثة
يأمل المنتخب الأرجنتيني، بقيادة ميسي، في إضافة لقب ثالث إلى سجله بعد انتصاراته في 1978 و1986، خاصة بعد الأداء القوي الذي قدمه الفريق خلال السنوات الأخيرة، حيث لم يهزم في 35 مباراة متتالية وحقق لقب كوبا أمريكا 2021.
وقبل السفر إلى الدوحة، تجمع المشجعون في حدائق بوينس آيرس لترديد الأغاني الوطنية، منها: “لدينا ليونيل على أرض الملعب ودييغو (مارادونا) يلعب في الجنة”. كما ظهر الكثير منهم مرتدين قمصان المنتخب الأزرق والأبيض، وحاملين لافتات ووشوماً لنجوم الفريق.
كأس العالم فوق كل الاعتبارات
يبرز هذا المشهد التزام الأرجنتينيين بكرة القدم، حيث تظل كأس العالم أولوية قصوى حتى في أصعب الظروف. فبالنسبة للكثيرين، ليست المسألة مجرد متابعة مباريات، بل هي قضية هوية وطنية وشغف لا يعرف الحدود.
كما قال أحد المشجعين: “قد لا يكون لدينا اقتصاد قوي، لكننا نمتلك قلوباً كبيرة مليئة بالحب لكرة القدم. وهذا ما يجعلنا مختلفين”.
مع اقتراب انطلاق البطولة في 20 نوفمبر/تشرين الثاني، يستعد العالم لمشاهدة واحدة من أكثر نسخ كأس العالم حماساً، بينما يستعد الأرجنتينيون لكتابة فصل جديد من تاريخهم الكروي، سواء على أرض الملعب أو في المدرجات.
