بإصبع مرتجف لاعب سوبوتيو إنجليزي يكتب التاريخ في كأس العالم
2025-10-24 05:54:56
في لحظة دراماتيكية قلبت موازين المباراة، نجح اللاعب المخضرم رودي بيترشينيغ من منتخب إنجلترا في تسديد ركلة حرة مثالية بأصبع مرتجف، ليرسل فريقه إلى الوقت الإضافي في ربع نهائي بطولة كأس العالم للعبة سوبوتيو. لم تكن مجرد ركلة عادية، بل كانت لحظة فارقة توجت بشحنات عاطفية عالية، وصلت إلى حد تحطيم حارس المرمى البلاستيكي على يد اللاعب نفسه من شدة الغضب والتوتر.
هذا المشهد المؤثر كان جزءاً من البطولة العالمية التي احتضنتها مدينة تونبريدج ويلز الإنجليزية، حيث تجمع حوالي 300 لاعب من النخبة العالمية لممارسة لعبة كرة القدم على الطاولة التي يحبونها. المدينة التي تبعد 50 كيلومتراً عن لندن، وتعتبر المسقط الروحي للعبة سوبوتيو التي تأسست عام 1946، شهدت هذا العام نسخة هي الأضخم في تاريخ البطولة.
وعبر هيوغي بيست (58 عاماً) الذي سافر خصيصاً من أستراليا للمشاركة في الحدث عن سعادته قائلاً: “لن أقول إن هذه أفضل عطلة نهاية أسبوع في حياتي، لكنها بالتأكيد بين أفضل اثنتين”. مشاعر الحماس هذه انتشرت بين جميع الحاضرين، حيث قال ستيوارت غرانت، المسؤول الإعلامي في الاتحاد الإنجليزي للسوبوتيو: “كل من تتحدث إليه يقول إنها أشبه بمنزلهم الخاص. إنها بمثابة رحلة دينية لبعض الناس”.
ورغم تراجع شعبية اللعبة التقليدية أمام تقدم الألعاب الإلكترونية، إلا أن سوبوتيو تشهد حالياً عودة قوية بين عشاقها، خاصة من جيل الشباب الذي يبحث عن تجربة مختلفة. وتتميز اللعبة بمهارتها الاستراتيجية العالية وإمكانية الجمع بين الهواة والمحترفين.
وقال هاري براون (12 عاماً)، أحد المتفرجين واللاعبين: “إنه أمر رائع، يمكنك التحكم في الكرة ومقدار القوة بيديك”. بينما أضاف أليكس سكوت، لاعب منتخب إنجلترا للشباب: “إنها القدرة التنافسية والتنقل بين أماكن مختلفة والتعرف على أشخاص جدد”.
وجذبت البطولة التي استمرت 3 أيام حوالي 5 آلاف زائر، وشهدت منافسات في فئات مختلفة تحت 12 و14 و16 و20 عاماً، بالإضافة إلى فئة المخضرمين والسيدات والمنافسة المفتوحة. وتميزت المباريات بحماس كبير وهتافات المتفرجين، خاصة في اللحظات الحاسمة التي كانت الأعصاب فيها على حافة الانهيار.
وفي الختام، عبر اللاعب الإيطالي ماتيو تشيكاريلي (25 عاماً)، الفائز بالبطولة، عن فرحته قائلاً: “لا أعرف ماذا أقول. أنا ضائع، إنه أمر لا يصدق”. لتبقى هذه البطولة شاهدة على شغف لا ينتهي بلعبة تجمع بين التقاليد والحداثة، وبين المنافسة والترفيه.
